یأتي هذا الكتاب بوصفه أول كتاب یركز علی الأدب النسائي في الإقلیم، و الذي یتجاوز بدوره النظرة التقلیدیة لدی معظم الناقدین في الأهواز في كیفیة تعاملهم مع الكتابات الناشئة في ردها أو عدم الاعتراف بها كنصوص أدبية تستحق النقد أو المراجعة دون الوقوف على عتباتها و الكشف عن جماليتها. قد تناول الناقد النصوص في هذا الكتاب بنظرة نافذة و مرنة، و بحث عن كل ما يثبت شعريتها العميقة عبر سبل نقدية حديثة تتجاوز الشكل إلى الجوهر و اللفظ إلى المعنى، ولقد قام بتأويل الخطاب الشعري بجدية وتعمق، و ذلك بالرجوع إلى تجربته في التحليل السوسيولوجي و اللغوي، فاستطاع الكشف عن علاقة الشاعرة الأهوازية بقضايا و مفاهيم مسكوت عنها مثل الوطن و الهوية و اللغة و الكثير من القضايا اليومية و المصيرية التي تعيشها الأنثى الشاعرة و الطالبة و الأم في تعاملها مع قيود المجتمع الذكوري. و قد سعى الكاتب لتحرير النقد و النص من قيد التبعية و التقليد و اجترار الصور البالية و الميتة التي مازال البعض من الكتاب و النقاد يعيدون إنتاجها غير قادرين على مواجهة تحديات الحياة العصرية في تعاملها مع النظرية و المنهج على مستويي الفكر و التطبيق.